الاثنين، 23 يناير 2012

                                                 
                                  اليس من العار  ان يحدث هذا  ؟؟


                                            
 اسمه سائد كان  في السادسة عشرة من عمره  عندما التقيته لاول مرة في ( مركز التدريب المهني )   منذ خمس سنوات شاب طويل القامة بشكل ملحوظ نحيل الجسم تدل ملامحه على انه اكبر من ذلك , خجول  قليل الكلام رغم عدم وجود اي اعاقات 
في النطق او السمع  , وكان مسالما الى درجة انه نادرا ما كان يتشاجر مع احد  وكان كثيرا ما يتقاسم اشياؤه مع الاخرين  عن طيب خاطر   نادرا ما كان يشكو او يتذمر من شيء , لم يكن له اصدقاء  وكان يميل الى الاطفال  بشكل ملحوظ ويحاول  مساعدتهم             
 واللعب  معهم دون ان يؤذيهم  وكان الاطفال  يحبونه  ايضا .
كان مستواه العقلي محيرا فاحيانا يتعامل مع الاخرين كشخص طبيعي  ولا تلاحظ عليه انه يعاني من اي اعاقة  واحيانا يتصرف كطفل في الخامسة من عمره  لم يبدي اي تقدم يذكر في التعليم الاكاديمي  وكثيرا ما كان المعلمون  يشكون قلة اهتمامه  وانتباهه
اثتاء الدروس وعادة ما كان   تقييمه العام ضعيفا  خاصة في النواحي الاكاديمية  ولكن يظهر عليه بعض التقدم في نواحي اخرى مثل المحادثة  والتعامل مع بعض النواحي الحياتية ، كان مؤدبا بشكل واضح ويستطيع التصرف بشكل مقبول ومعقول احيانا ،   
لم الاحظ عليه ابدا انه يميل الى الجنس الاخر في مثل سنه   او يبدي اي تصرف يدل على ذلك  كأن يحاول ان يجلب الانتباه كما يفعل الاخرون ولكنه للحقيقة كان يميل الى النساء والمعلمات الاكبر منه  سنا ، وكانت علاقته بأقرانه في المركز  من الذكور والاناث علاقة طبيعية ولم الاحظ اي اختلاف في التعامل معهم  وكان حسب ما اعتقد مقبولا من الجميع  نادرا ما يتشاجر مع احد وكان على العموم مسالما الى درجة  الاستسلام . وقد لاحظنا تطورا غير طبيعي  علي نمو سائد فكان يزداد شحوبا ويزداد بياض شعره  بشكل غير منطقي وبدت تظهر عليه علامات الهرم بشكل سريع وخطوط التجاعيد تزداد يوما بعد يوم  رغم انه لم يتجاوز العشرين من عمره بعد ، وقد عرضناه على الاطباء  الذين فسروا حالته كل حسب اختصاصه ورجعوا ذلك الى اضطراب في عمل الهرمونات  والغدد  ، والحقيقة اني لم اقتنع كثيرا بما   ذهبوا اليه  . كنا نشركه في كثير من الاعمال  التي تتطلب الدقة والعناية وكان من ناحيته يتقرب الى  المسؤلين  ويحاول ارضائهم    سواء   بالمديح او بتوزيع الحلوى التي كان يحضرها معه باستمرار  ولقد كنت اعتمد عليه  في نقل الاشياء او الرسائل  وكانت تربطني به علاقة جيدة وكان يثق بي وكثيرا ما يحكي لي بعض اسراره وياخذ رأي في  اموره الشخصية  رغم ان كثيرا منها كان مجرد استفسارات وهمية غير واقعية او اشياء صبيانية  وكنت عادة ما استجيب له واحاول   ان اشعره باهميته  واعزز لديه احترامه لذاته فقد كان لا يثق بنفسه كثيرا وكنت اجلس معه واستمع اليه وفي نفس الوقت اراقب تصرفاته .
    وفي احد الايام اتصلت ام سائد لتخبرنا انه قد قبض عليه وانه في السجن ، لقد صدمني هذا الخبر وقلت في نفسي لعل الامر مجرد خطأ عابر ولم استطيع الحصول على التفاصيل وقررت الذهاب الى بيت سائد ومقابلة والديه .
لقد تغيب سائد عن المركز لمدة اسبوع وعندما كنا نستفسر عن سبب غيابه كانوا يدعوا انه مريض ولكن ربما ان الامر اخطرمن ذلك  . وفي اليوم التالي ذهبت الى بيت سائد وقابلت والديه الذين شرحا لي ما حدث , لقد قبض عليه بتهمة فظيعة  اتهم انه قتل         طفلة في الثامنة من عمرها  بطريقة بشعة وبعد اغتصابها - سائد يفعل ذلك ؟ - ولم يستطيعوا اقناع المدعي العام والشرطة من قبل ان سائد لا يستطيع ان يفعل ذلك  وان هذا مستحيل بسبب حالته العقلية .
ووضع سائد بالسجن مع المجرمين واصحاب السوابق واللصوص دون اي اعتبار لحالته النفسية والعقلية ولا بد ان المحقق قد لاحظ عدم قدرة مازن على الاجابة المنطقية على اسئلته ولكنه لم يأخذ هذا في الاعتبار ربما لانه لم يجد الفاعل الحقيقي .
وقررت الذهاب الى السجن لمقابلة سائد  والاطمأنان  عنه والاطلاع على حالته ، ومن ثم مقابلة المحقق لمعرفة التفاصيل .
وعندما قابلت سائد ورايته في هذه الحالة حزنت جدا وقررت اخراجه  باي ثمن  لقد كان في حالة ضياع تام وقد ازداد عمرهعشرة سنوات مرة واحدة على الاقل  وازداد هرما كما لم اشاهده من قبل كان محطما بكل ما تعنيه الكلمة شاردا ساهما ويشبه في حالته تلك حالات المرضى العقليين  وهنا تكمن الخطورة .
قابلت مدير المركز في اليوم التالي  وشرحت له حالة سائد  وانه لا يمكنه من الناحية العقلية وكذلك الجسمية ان يفعل مثل هذا العمل حتى ولا المشاركة فيه ، وشرحت له ان سائد لا يملك المقومات الجنسية كرجل بالغ  ولكنه للاسف لم يقتنع بما قلت واصر على ان كل الادلة ثابتة عليه وانهم لا يهمهم اموره الاخرى ما دامت القرائن الجنائية تدينه  ولكن ماذا بخصوص الاهلية  ؟ وقد خرجت من مكتب المدير غاضبا حانقا . 
وقررنا ايجاد محامي ذو كفاءة عالية للدفاع عن سائد  وكان المحامي من اصدقائي ومن الذين يتعاطفون مع قضايا ابنائنا من هذه الفئة  وشرحنا له واقع سائد وحالته ووعدنا ان يبذل كل ما يستطيع لاخراجه من السجن وان المحاكمة ستكون في الشهر المقبل .
وفي التفاصيل  , كانت ليلى فتاة تعيش مع اسرتها بالقرب من بيت سائد  وكانت كثيرا ما تتسكع وتلعب بالشارع  مع الاولاد  والبنات  فهي على كل حال طفلة  وكان مظهرها العام يدل على انها اكبر من عمرها  مما كان يغري بعض الفتيان والاولاد الاكبرمنها سنا  للتحرش بها ومداعبتها وكانت هي تميل الى ذلك  وتجد فيه متعة  .
وقد وجدت في غرفة على سطح احدى العمارات القريبة وقد قتلت بصورة مأساوية بشعة   وقد تم اغتصابها مرارا  وقد تحطمت جمجمتها اثر ضربها بالحائط  لعدة مرات  وكانت الدماء تملاء  الغرفة والجدران  . لم اصدق ما قرأت عندما اطلعت على التقرير ، وايقنت ان سائد  قد تعرض لظلم لا مثيل له ،  ولا يمكن ان يكون له دور في هذا .
والغريب ان اهل الطفلة قد اتهموا سائد ايضا دون سبب ظاهر ولم استطع ان اقنعهم ان سائد  لا يملك لا الشجاعة ولا القدرة  لفعل ذلك .
وفي يوم المحاكمة  وضح المحامي لهيئة المحكمة ملابسات القضية وان سائد بحالته الراهنة لا يمكن له القيام بهذه الجريمة وطلب عرض سائد على لجنة طبية لبيان اهليته ومستواه العقلي وقد وافقت المحكمة على الطلب .
وافرج عن سائد بعد اطلاع المحكمة على قرار اللجنة الطبية  ولكن بعد ان قضى بالسجن حوالي ثلاثة اشهر، من المسؤول عن هذه المأساة  ؟ انا اعتقد ان الشرطة تتحمل المسؤولية بالدرجة الاولى  حيث انهم لم يبذلوا اي جهد يذكر في حل هذه القضية
بل اختاروا اسهل الطرق واقلها تكلفة  ، حيث انهم لم يحققوا او يتدبروا ووجدوا سائد امامهم فالصقوا به التهمة . 
وبعد الافراج عن سائد  بات على المحققين ان ينحوا منحى اخر ويعيدوا النظر في التحقيق ويبحثوا في ملابسات ما حدث ،
وفعلا بدأت الشكوك تحوم حول شابين من الجيران كانا كثيرا ما يتحرشان بالضحية وقد شوهدت اكثر من مرة معهما في الشارع  وقد اعترفا بعد مواجهتهما  ، واغلقت القضية . 
خرج سائد من السجن بعد ثلاثة اشهر قضاها بين المجرمين واللصوص اي تجربة ؟
قابلته كان محطما مكسور الجناح لا يدري ما يتحدث به  - لقد قلت لهم اني لم اقتلها 
فلم يصدقوني ، لقد ضربوني وقالوا اني كذاب  انا لم اقتلها واقسمت لهم اني لم اقتلها
لم يصدقوني - .
خرج سائد من السجن وقد ازداد شعره بياضا وبدت تقاسيم وجهه اكثر قساوة  ،
وظهرت خطوط جديدة من التجاعيد على وجهه وتحت عينيه .
خرج سائد من السجن لم يعد طفلا كبيرا ولا صغيرا لم يعد صاحب الابتسامة 
البريئة والنظرة الخجولة ،  اعتقد انه زاد نحولا  وطولا  واكثر هرما ، محطما 
عابسا ابدا ، عصبيا !! 
   فهل يستحق سائد ما حدث له ؟؟ سؤال نوجهه الى اصحاب القرار ان يتقوا الله في عملهم  ، وان يبذلوا بعض الجهد للوصول الى الحقيقة ، وان يتقوا الله في امثال هؤلاء الضعفاء .










لقد صدمتني هذه القصة  وهي قصة حقيقية حدثت معي  ولقد المتني كثيرا وقد القت بظلالها الكئيبة  على عملي بعد ذلك  .
وهذا ما دفعني في كثير من الاحيان الى امعان التفكير اكثر واكثر قبل اتخاذ قرارا صعبا  يمس حياة هؤلاء الناس الذين احببتهم  وعملت معهم لسنوات طويلة دون كلل او ملل فقط لانى كنت احبهم  وكنت اقدم اي شيء في سبيل ادخال الفرحة الى  قلوبهم .




                                                

الأربعاء، 4 يناير 2012

     
              كيف يمكننا مساعدتهم  ؟؟
       
       سؤل نوجهه الى كل من يهمه الامر !!
      انني انوي القيام بوضع  كتاب الكتروني  - ebook -  عن الاعاقة العقلية                                 
      في هذا الموقع  واجعله متاحا لجميع المهتمين في هذا المجال ,                             
     ووضع  خطة تدريبية  للاباء والامهات  تساعدهم  على فهم ابنائهم  والتعامل معهم.
     وكذلك  للعاملين في هذا المجال لتذليل العقبات التي يواجهونها  اثناء التعليم والتدريب .    
     
     وانني  اتمنى على جميع الذين يهمهم الامر والذين  لديهم المعرفة او الخبرة او ممن 
    يملكون   المهارة في الكتابة  او  ممن يريدون المشاركة بأرائهم  ان يساعدوا في
    انجاز هذا العمل ووضعه امام  كل من يحتاجه  .
     
    يمكنكم  التواصل من خلال هذا الموقع 
   او من خلال البريد الالكتروني    daoudalahmad@hotmail.com  
   
   شاكرا  للجميع اهتمامهم  !!

الاثنين، 2 يناير 2012

               
                                           
                              ماذا تعرف عن مرحلة المراهقة   



              تتميز هذه المرحلة بالنمو الجسمي السريع الذي ينتقل من الاطراف الى الجذع      
           تمهيدا لاستكمال تناسق الجسم ,                                             

            ولكن اسلوب النمو بصفة عامة يكون غير منتظم بالنسبة لاعضاء الجسم كلها ,  
            والتوافق العضلي يكون                                       

             مضطربا وغير موثوق به , اما القلب والرئتان فيزداد  حجمها ما  تتناسب مع  
           الزيادة في قوتها .

             وقد يترتب على نممو الجسم السريع الضعف واضطراب الغدد . وفي هذه  
           المرحلة  تنمو الاعضاء التناسلية 
              
              وتظهر المميزات الجنسية الثانوية ويختلف شكل اجسام البنات عن الاولاد  
           وتحس ان   البنات بنضجن قبل                                

             الاولاد  في سن الثانية عشرة , اي ان البنات تسبق الاولاد بحوالي عامين  
            وفي سن السابعة عشرة يعودان                     

             الى التماثل  وفي سن العشرين فلا يكون بينهما اي فارق  في درجة النمو   
            ويجب الانتباه الى ان هذه الفروق 

            تسبب  الصراع  في مجال العلاقات الاجتماعية  . 
  
             ويتعرض المراهق الى التغيرات الجنسية التي يصاحبها مشاعر وانفعالات  
            مختلفة , وسبب كثير من صعوبات                                

            المراهقين  انه لا توجد مطابقة بين سن النضج الجنسي والسن الذي تسمح به  
           التقاليد الاجتماعية , كما ان اتجاهات 

           الكبار والمجتمع نحو المسائل الجنسية يؤدي الى الوقوف حائلا  ضد قوة هائلة  
           من قوى الطبيعة تنزع للتعبير عن 

          نفسها , ولهذا تظهر في ادوار المراهقة والبلوغ مشكلات عديدة في مظاهرها قد  
           ترجع الى الكبت الواقع على الغريزة   الجنسية   .            

         ويمر المراهق  للاسباب  السابقة ولغيرها في حالات اضراب انفعالي شديد  فقد  
         تراه يثور على غير عادته  على من 

       حوله او يتذبذب بين الثوران  والهدوء ويكون متناقضا على وجه العموم يتبرم من  
        الحياة ويتمنى الموت او ينتقد نفسه

       او يرضى عن الحياة ويعيش سعيدا فتارة تراه منقبضا وتارة تراه منشرحا احيانا   
       يميل الى العزلة واحيانا  يميل الى 
 
      الاجتماع بغيره واحينا يبحث في الدين ويتذبذب بين الايمان والكفر ويصحب هذه ا 
      التغيرات ازمات نفسية حادة كثيرا لا 

     تجد لها مجالا الا في احلام اليقظة التي تتركز غالبا حول الاشباع الجنسي والزواج   
     والنجاح في المستقبل المهني  ,

      والانتقام  من السلطة  وغير ذلك  .

       ويتميز هذا الدور بالميل الى التحرر من المنزل والسلطة الابوية  ومن يمثلها  
     وتبرز المراهق الى الاعتماد على نفسه 

       والاستقلال  برأيه ويبحث عن شخص يتجسم فيه المثل الاعلى  الذي يرضى لنفسه  
      ان يحتذيه وتصل علاقته من 

      ناحيته بالبطل الجديد احيانا  الى درجة العبادة ولهذا السبب فان مرحلة المراهقة 
       مرحلة مناسبة لتكوين المثل العليا

    ولكن يجب ان يتطور المثل الاعلى  الى يصبح فكرة بدلا ان يبقى متجسما في شخص 
    وذلك عن طريق دراسة حياة 

     الابطال والزعماء وقادة الفكر .

      ويظهر في هذه المرحلة حساسية الفرد للجماعة الذيب يجب استغلاله لانماء روح 
       التعاون الاجتماعي وتحمل المسؤولية 

    الاجتماعية  وتكوين المواطن الصالح .ومن الناحية العقلية تتميز هذه المرحلة بشيء 
     من النشاط  اذ يسعى المراهق لان 

     يكون حرا  في تفكيره ويميل الى المعلومات الصحيحة التي يحاول ان يحصل عليها 
     من المصادر الموثوق بها ويبدأ             

  مناقشة  معظم معتقداته   ومنها يكون فلشفته في الحياة ويشتد الخيال في هذه المرحلة   
   ويظهر ذلك في  الرسم او النحت او 

    الكتابات الادبية وكذلك في الموسيقى وغير ذلك .

     ويميل المراهق للنشاط الذي يساعده على تنمية مواهبه ومهاراته اليدوية والجسمية 
    كالنحت والنجارة والالعاب

    الرياضية العنيفة  المنظمة والنشاط الجماعي كالموسيقى والغناء والتمثيل والرحلات 
   والمعسكرات ومناقشة النظريات             

  المختلفة  وكل ذلك لاشباع روح المغامرة  واثبات الذات , ويمكن استغلال كل هذه العوامل لتكوين الشخصية المتوازنة

  للمراهق وكذلك تنمية المواهب التي تظهر تباعا اثناء ذلك .
 


















    
د    

الجمعة، 30 ديسمبر 2011


                                   الصحراوي  ومساحة  العطش 




كي لا اكون اللجاج الذي يزدريه   الظل ، والعليق ، والهوة المضللة ، في  حديث ابي هريرة ( امكم  هاجر  يا بني ماء السماء  - يريد  العرب - لانهم كانوا يتبعون قطر السماء  فينزلون  حيث  كان )
وحتى لا اكون ممن يزيده الوجيب صفرة مخلعة بالهائمين  والرعاة  والضني ,                                                                 
 ، فانني استجلي مساحة العطش فيّ ، وفي الاخرين ، نحن الصحراويون الذين ننزل  
  حيث يهل الغيث ، والذين  ندعو لمن  نحب  ( ولا زال منهلا بجرعائك القطر )                                                                        
وجاء في كتاب ( الالفاظ الكتابية ) للهمذاني ، ان للشوق مسميات عدة  كالغلة ، والصدى  
، والحرة ، والنهل ، والجود .
وقال : الكوح -  اهون العطش  ، فما بال والد   قيس  - المجنون -  الذي  يدعى  بالملوح  اي  صيغة  المبالغة  من  عطشان  يشكو        
الجوى  والعطش للقاء  ليلى ام  الغيث  وهو  الذي  يتوجس  خيفة  من  المحل  وغيره  عطشى  دعوا  بالمهايفين والهيمانين
والصادين  ، كذ لك  .....
ان اللغة  هي  تلك  الرموز  التي  تكون  الاشارات الذهنية  الادراكية  البكر  ،  ومن  خلالها  تصاغ  عوالم  الاستعداد            
 والمغامرة  وعوالم  الانكار والجزع ايضا  .
وقيس  بن  الملوح - تحديد ا -  ذلك  العذري  الذي  لوحته  الصحراء  عطشا  للقاء  ،  والقطر  المتدى  على حد  سواء
وهو  القائل :


          اذا  ذكرت  يرتاح قلبي  لذكرها        كما  انتفض  العصفور  بلله  القطر
   وحين  يعاود  انشاده  يقول  لوعة  وصدى :


         واني  لابكي  اليوم  من  حذري           غد ا    فراقك    والحيان   مؤتلفان 


         سجالا وتهتانا  ووبلا  وديمة                   وسحا   وسجاما     وينهملا ن


ان  البيت  الثاني   يغترف  تفصيلا ت  نت  انوا ع هطول  المطر  تعز  في  الصحراء  وكلها  يطلقها  المحب العف
لليلاه .  هذا  عن  الهطول  فماذا  عن  حيال  الصحراوي  ، والاستغاثة لينزل ذلك  القطر ؟ !
وما  الجدوى  الحرى  والعطشى  تلك  التي  ورثناها وتشكل  في  لا وعينا  ماض  محمود الرجعة  حين  نردد ( سقى الله )
او  سقياه  او  كما  اراد  الاند لسيون  (  جائك  الغيث )  .
ان  هذا  التركيب   اللغوي  الذي تسوقه  العامة  - سقى الله - يشكل  وحدة  لغوية  تواصل  وجودها بلا  انقطاع  منذ
العصر  الجاهلي  وحتى الان يترد د  صداه في نجود  وصحاري  الوطن  الكبير ، والنفوس  العربية التي توجست 
خيفة  ، ظما  ،  ولا تزال  !!
وقال  الصحراوي  قبل  البعثة  النبوية   :  يوم  د جن  - اذا كان  ذا  مطر ، وقال :  واد جن المطر - اذ ا  د ام  فلم  يقلع 
اياما وحين  استبد  بالشاعر  الصحراوي  الرقيق  الضمين ، لبيد بن  ربيعة  الشوق لحبيبته ، ومواطن  صباه  ، استوقد
لا نارا بل  استغاثة ودعاء  عل  الغيث  - تضاد العطش -  يراود  قسمات  محبوبته  الغالية :


             من  كل  سارية  وغاد  مد جن          وعشية  متجاوب   ارزامها


هذا  بالضبط  ما  يعنيه  القطر  والغيث  للصحراوي  الممتد  فينا  حتى  نخاع  اليباس  وانتشاء  الخضرة  الكسيفة  انه          
 التجاوب  والرضا والرحلة  الى  الربيع  والنجود  المؤملة  المبحرة  بلا  ملح   !!
ويريدها  ان  تكون  منتقاة  ،  بهية  ،  نقية  كالدعية  الشارد ة  التي  تقطر  كماء  المزن  هكذا  يريد الفرزد ق  في
شعره  الصحراوي  غد يره  ، فتاته فيقول :


                    كان تريكة من  ماء  مزن             ود اري الذكي  من  المد ام


وحين  يصيغ  امرؤ  القيس  شعرا  في  وصف  سحابة  ،  فان  اي  صحراوي  اصيل  ،  ملوح وصاد  لا بد  ان  يستشعر  حبيبات  المطر على ذقنه  ويحرك  اصابعه بلا ارادة ليمسح  اثار  السحاب  الذي :


      ا ضحى  يسح  الماء  من  كل  فيقة         يكب  على  الاذ قان   د وح   الكهنبل


يا الهي  ان  الاحرف  تغترف  الماء  وتتماهى  في  ثناياها  وجوه  غائبة  عنا  ونحملها  على  ظهورنا عنتا  وحيرة .


ويعجب  المتصفح  لمفردات  الماء  - ند  العطش - في القاموس  العربي  الصحراوي  ويتاكد  من  ند رة  الغيث  وتلبس


الظما  للمكان  حين  يطالع  مفردة  - رثعن - التي  تعني المطر المسترسل  فيجد صعوبة  في  تلفظها  وتوميء له   !!                                                                 


حنجرته  بانها  قد انتحت من  الصحراء   ظلا  نحيلا   لا  يكاد  يبين  الا  من  خلال  شعر  النابغة الذ بياني :


          وكل   ملث   مكفهر  سحابة          كميش   التوالي   مرثعن  الاسافل


 املا  بالنجاة  والارتواء  ولو  حتى  حين  فالرحلة  من حيث  تشد الد عية


مطاياها ، وفي  مقام  اخر  نجد  مفردة  تجمع  معنى  تضاد يا في  العرض  فالغين : السحاب  بمعناه  الواسع  .


وعند ما يطري الصحراوي  فيمد ح  فانه  يؤثر  الجو د  المموه  ويجتبيه  نجد  المسيب  بن  علس   يقول   :


         ولانت   اجود من  خليج  مفعم           متراكم   الاذ ي  ذ ي د فاع
وقل  النابغة  :


          وانت   الغيث  ينفع  ما  يليه               وانت   السم    خالطه  اليرون


ولان  الصحراوي  يشف  وعيه  حتى  يشفعه  على  كل  مهياف  عطش  فهو  يصور  في  ديوان  العرب  معاناة


بقر  الوحش  فيقول  متاثرا  ومؤثرا :
     ظلت  صوافن  بالارزان  صا د ية       في  ماجق   من  نهار  الصيف  محترق


وحين  يصل  الصدى  ، العطش ،  الظما ،  او  حتى - اللوح - حد  الاستغاثة  فلا بد  قبل  الرحيل  من  دعاء  غيث او قل غوث وهذا ما انشده  شاعر مهياف بقوم صادين          


     ثم  استغاثوا  بماء  لا  رشاء  له          من   ماء  ليينة  لا  ملح  ولا  زنن


 ويقال  الماء  الزنن  اي  الظنون  الذي  قد  ياتي  ولا  ياتي  ،  اذ  لا  يعرف  افي  السحاب  ماء  ام  لا .


اه   ظنون   ذلك  السحاب  تلك  الدعية  تلك  المزن  والد جن  الشارد ة ومتوجس  خيفة  ذلك  الصحراوي   ،


والتجود على  امتد اد ها تسمى  مفازات :
   
    امسى  بلال  كالربيع   المد حن               امطر  في  اكناف  غين  مغين


وفي  مكان  ثان  تعني  العطش   !!


اهو  تضا د ؟   تناقض  ؟  وعزلة  ؟!


ام  انه  خوف  الحسد  عند  من  تراود ه  المزن  عن  ربوعه  ،  فيعلن  عن       الملوحين  وامامهم  ان  :
  
                   عطش ، عطش ،  عطش   !!!






الخميس، 1 ديسمبر 2011

 الى من له قلب ....يحب دون مقابل 
الى من له  عيون .. فيرى ما يحتاج الاخرون
الى من له ايد  .... تقدم ولا تنتظر الاجر
الى من له ارجل ... تمشي الى فعل الخيرات سرا وعلانية
  الى كل هؤلاء تحية محبة  .....

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

                                                    
                                                         

                                             

                                   الربيع العربي
  


                  ان الربيع هو اجمل فصول السنة لماذا يا حزرك ؟ قد يعجب                       
                 المرء اذا حاول فهم ما يجري  , وقد يصاب بخيبة امل عندما                   
                 لا يجد من يشرح له الامر او يبسطه الى اقل العوامل سبحان
                 الله !!!
                وهناك اناس  لا يهمهم  الامر ولو شاهدوا ذلك على الشاشات           
               كل دقيقة و كل ثانية , لماذا ؟ هل حقيقة ان الامر لا يعنيهم ام  
               انهم ال يعيشون في هذه البقاع  ؟؟ قد يكون هذا ,  ولكن من المؤكد                                            
                انهم يعيشون خارج المشهد , فهل يعقل انهم لا يحسون بما يجري                
                حولهم   ؟؟؟ اليس  اولئك الذين يموتون هم اخوة لهم  او اباء او                   
               حتى اصدقاء ام انهم لا  يرون ام على قلوب اقفالها ؟؟ سبحان الله !!               
           انا اعتقد وقد يوافقني الكثيرين ان هؤلاء قد فقدوا الاحساس وانهم باعوا      
            ضمائرهم  بثمن بخس والعياذ بالله  من اجل مكسب اني . 
          و الذي يحيرني اكثر اؤلئك الذين  يستخدمهم النظام او الانظمة  في قمع     
         اخوانهم  , العجيب ان الواحد منهم قد يقتل اخاه  الحقيقي لا افهم هذه المعادلة                             
           ولا اعتقد انها  مفهومة  عند احد ولو كان مشركا ومهما كانت العلمانية      
           تعشعش  في نفسه فانا لا استطيع ان اقبل ذلك , وهو غير منطقي ولو 
         باي صورة كانت ...