الأربعاء، 9 مايو 2012

الشكوى لغير الله مذلة


   (  الشكوى لغير الله مذلة   )    هكذا علمونا منذ الصغر ورغم ان في هذا القول الكثير من الصحة الا انه في الحقيقة لا يبشر بالخير بالنسبة للعلاقات البشرية فقد علمونا ايضا ان  ( الانسان مدني بالطبع ) ومعناه ان الانسان لا يستطيع العيش وحده بل لا بد من مجتمع وناس ليعيش بينهم وهذا هو الواقع الذي نحياه اليوم  فكيف نشأت المدن الكبرى لولا هذه الحقيقة ؟  
لذلك اقول بالنسبة للقول السابق (الشكوى لغير الله مذلة ) ان الانسان مهما كان مستقلا بافكاره وافعاله فانه لا يمكنه الاستغناء عن الاخرين  حتى في ابسط الاشياء  هكذا افهم الامر  ولا اعتقد ان هناك تفسير اخر . صحيح ان كل منا يبحث دائما عن الاستفلالية وعدم حاجته        للاخر  وانه لا يريد ان يتحمل  -جميلة احد  - هكذا علمونا ولكن هل هذا ممكن   ؟  اشك في ذلك  ، يمكن تفسير القول السابق حسب المعنى المراد به ان لا يشكو الانسان همه ووجعه لغير الله - ونعم بالله - ولكن هل يمنع ذلك ان يشكو بعضنا همه الى قريب موثوق او صديق  صدوق ؟ واقول قريب موثوق وصديق صدوق لان العبرة هي  في نوع استجابة كليهما للشكوى  وهذا حسب علمي ومعرفتي ما جعل لهذا القول اهميته  ليجري على السنة الناس كالمثل  الدارج ، واعتقد ان كثير من موروثاتنا  ما كانت لتصلنا لولا التجارب حلوها ومرها التي مر بها اجدادنا واختبروها فاصبحت مثلا لنا لنقتبس منها ما يناسبنا في تجاربنا ونحاول الاستفادة من تجارب الذين سبقونا .
على كل حال انا لن ادعو الناس الى الوقوف بالابواب وسؤال كل من هب ودب كما يقولون ولكني  ادعو اخوتي من بني البشر ان يساعد بعضهم بعضا ما امكنه ذلك او فليعتذر بلطف حتى لا يجرح مشاعر اخيه وهذا ما قصدته تماما - ان الشكوى لغير الله في كثير من الامور لا تؤدى ابدا الى المذلة .  سامحونا ارجوكم  !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق